L'appartement 22

0 EXPEDITIONS | رحلات

1 ACTUALITÉS | EVENTS | مستجدات

2 EXPOSITIONS | معارض

3 PRODUCTION | Collection | أعمال

4 ARCHIVE & BIOGRAPHIES l وثائق

5 RESIDENCES | إقامات

6 PERFORMANCES / INTERVENTIONS عروض ومداخلات

7 TEXTES | Debats | نصوص | chroniques | قراءات وحوارات

8 LINKS | Thanks | شكرآ

 

Inscription à la Newsletter

L’appartement 22,
279 avenue Mohamed V,
MA-10000 Rabat,
T +212663598288,
جيل 00 أو الفنان باعتباره مواطنا
بقلم: عبد الله كروم

الاثنين 5 آذار (مارس) 2018

جيل 00 أو الفنان باعتباره مواطنا

بقلم: عبد الله كروم

"كل شيء على ما يرام" (Tout va bien). كان هذا نص الرسالة التي كتبها الفنان كريم رافي من مسكنه في مدينة الدار البيضاء بنبرة حزينة إثر تلقيه خبر رفض طلبه في الحصول على تأشيرة السفر إلى أوروبا. لقد تعذّر عليه في المحصلة الحضور شخصيا للمشاركة في فعاليات مشروع "العمل من أجل التغيير"، والذي يعرض في البينالي المُقام بمدينة فينيسيا Venice ، حيث كان مدعوا من طرف منظمي المعرض. وعلى شاكلة صورة فوتوغرافية، فلقد أرسل كريم الرسالة عبر البريد الإلكتروني، كتعبير عن اكتشاف شكل فني جديد قادر على التعبير عن موضوع ما، سواء ذلك الذي يقارب المجتمع، أو ذلك الذي يشارك فيه الفنان باعتباره مواطنا. إن المحك الذي يضعنا فيه هذا العمل من أجل فهم الوضعية التي يعبر عنها هو كالاَتي: يوجد الفنان في شقته الصغيرة، وهو منهمك في عمله، فيما أحاديثه كالعادة يطغى عليها طابع الارتياح والبرودة، ثم يلتقط هذه الصورة بكل تأنٍ، وبلغة أخرى، كل شيء على ما يرام. لكننا إذا نظرنا بشكل أدق في الأخبار الواردة ذاك اليوم، فسوف نكتشف أننا في عز الفوضى التي أحدثتها ما بات يُعرف بثورات الربيع العربي. فلقد شهدت تونس هروب رئيسها المخلوع، فيما تلتهب شوارع مصر وليبيا واليمن. يلجأ كريم رافي، كما في أغلب أعماله الفنية، إلى استخدام لغة ساخرة، شعرية، وقوية من حيث استنباط إلهامها من موسيقى الرب ممزوجة بنشوة كناوية (نسبة لموسيقى كناوة)، وهي كلها أشكال تعبيرية دائمة الارتباط بالحاضر مع معرفتها بقواعد الارتجال ووعيها بكثافة التاريخ والوضع الاجتماعي الذي يعيش فيه الفنان. ونفس الأمر ينطبق على العمل الفني الذي سبق عرض "كل شيء على ما يرام" والذي أنجزه الفنان عام ٢٠١٠ بعنوان "انتهى العرض" (سلات الفراجة)، وفيه يتخذ الفنان موقفا شكليا راديكاليا بحيث يخلق تركيبا صوتيا يستنطق من خلاله فكرة النهاية، وفكرة الدائرة باعتبارها تمثل ثورة الحياة. والذي يعتبر المحك الأساسي في هذه التجربة هو القطيعة التي تحدثها مع أشكال الفن ووضعيات الفنان القديمة. هذا الأخير، لم يعد يسمح له الاستمرار في حالة العزلة التي يعيشها بعيدا عن المجتمع، بل وجب عليه الانصهار والاندماج في نفس فضاءات وأزمنة المجتمع.

نقوم من خلال هذا المقال بدراسة وتشريح إنتاجات الفنانين إبان العقد الذي سبق ثورات الربيع العربي في كل من تونس وباقي العالم العربي، بالموازاة مع باقي أشكال التحولات الثقافية والاجتماعية. ويغطي تحليلنا هذا الفترة الزمنية ما بين 1999 و 2011، والتي تعكس حقبة طويلة من المقترحات و التجارب التي سبقت ما يعرف بالربيع العربي. وفيما يلي، سأقوم بمناقشة وتعميق النظر في مفهوم " جيل 00 " (génération 00) باعتباره يعبّر عن نمط في قراءة العمل والممارسة الفنية التي ظهرت مع بدايات القرن والألفية الجديدة، وأوظف منهجية ما أسميه "البعثة الفنية" (Curatorial Delegation) كآلية لدراسة وتفعيل المفاهيم والحوارات.

ولفهم السياقات التي أفرزت هذه المفاهيم، سوف أقدم بداية قراءة في أصل هذه المفاهيم المتداخلة فيما بينها (جيل 00 و الفنان باعتباره مواطنا)، ثم أسترسل في التواريخ التي أعتقد أنها ستساهم في توضيح اللحظة الحالية. ليس فقط من أجل فهم السياق الذي أفرز مفهوم "جيل00"، ولكن أيضا من أجل فهم أعمال هؤلاء الفنانين في عالم أوسع باعتباره مؤثرا في إنتاجها ومستقبلا لعرضها. ففي حديث مع الفنان مصطفى أكريم، كنت قد بدأت في تعريف ما أقصده بمفهوم "جيل 00 "، والذي يُعنى بوصف مجموعة من الفنانين الذين أنتجوا أعمالا فنية في بداية القرن الواحد والعشرين، قُبيل بداية موجة الغليان الثوري في شمال افريقيا والشرق الاوسط. ولقد ظهر هذا الجيل بشكل عالمي، مع اختلاف المواضيع التي يقاربها في أعماله، وأيضا مع اختلاف استراتيجيات الفعل الفني الذي يمارسه. ويكمن الهدف من وراء اهتمامي ببدايات الحقبة التي أفرزت ثورات الربيع العربي، في كشف وتبيان الأشكال الفنية وكيفية وجودها وكيف وُظّفت من أجل التغيير وصولا الى هذه الثورات، ثم في إبراز مدى مشاركة الفنانين المعروفين بالتزامهم ومشاركتهم في التظاهرات السياسية والعامة ـ ومساهمتهم في توطيد هذه التحولات الاجتماعية. إن الفكرة القائلة بأن الثورات العربية "حدثت في الشارع" فكرة صائبة، على اعتبار أن الشارع دائما ما كان يُعتبر فضاء للتجمع والفعل الجماعي، كما أنه كان دائما مكانا للحركات الاجتماعية العفوية التي تبدأ من الأحياء والفضاءات العامة، ومثال ذلك ساحة التحرير المصرية التي تعتبر رمز وأيقونة هذه الحركات بامتياز. لكن من المهم أيضا استحضار تلك الحركات المنظمة التي ينطبق عليها أيضا وصف حراكات الشارع، والتي تنتظم وفق رؤى وتطلعات أيديولوجية وسياسية تشكل دافعها الأساس من وراء خروجها للشارع. ومن خلال استحضار التاريخ الذي سبق الثورات العربية، سوف نقف على بداية انبثاق علامات التحول الاجتماعي. فإذا رجعنا عشر سنوات قبل الثورة التونسية، سنجد أنه قد بدأت فعلا العديد من الحركات السياسية والثقافية في بلورة خطاب نقدي جديد، وفي وضعها استراتيجيات للعمل المنظم وفي تعبيرها عن أفكار التحرُّر والتغيير. وبخلاف ما روّجت له بعض وسائل الإعلام، فإن المفكرين كانوا في قلب الثورات العربية ومع الثورات بشكل عام.

النص الكامل قريبا...